Thursday, January 5, 2012

رسالة الى زحل



يجب على قارئ هذا المقال " أن يديم النظر فيه من غير ضجر و يلتمس جواهر معانيه"
ابن المقفع




إلى عزيزي زحل 
                           أما بعد ...
 فقد اخبروني أخيراً و الحمد لله  أنك قريبا ستحل عني بعد أن أمضيت في فلكي أربعة عشر عاماً  , أقول لك الحق !عزيزي لقد سئمت وجودك في داخل مداري .  لقد  أرهقتني  و   غطيت على أنوار داري ,   لقد أحبطتني و كسرت آمالي ,أخبروني أنك ستغيب عني قريبا  ولكن يا صديقي الى أين ؟! من  المتعووس الذي ستحتل  فلكه  و تعذب خطوه و تذل جانبه  !؟,  عزيزي زحل أتمنى ان أُلقي بك بعيدا عني و عن كل أحبائي و سأعطيك عناوين أعدائي  لتُغلظ قلوبهم و تحط من شأنهم وتُحقر من أصل نفوسهم , فوجودك في مدارهم سيعذبهم    ويقهقرهم و يدفنهم في توابيت الموت أحياء.... كما فعلت أيها الوغد بالأبرياء  .. 

 زحل  .. منيت نفسي كثيراً أن   ينصلح شأنك و تصبح شئ له قيمة  , يُستفاد منه  ولكن لا مفر  فوجودك يضفي على المكان ظلمة و على العقول  غباوة .. .. تساءلت كثيراً كيف يمكن التخلص منك  فأنت  وضيع , فاحش و متغلغل في  أعماق دارنا ......   و كانت الإجابات كثيرة و الحلول مطروحة على مائدة المشاورات  .......... و لكن ما الفائدة من وجود حلول مقترحة لا تُنفذ و على المائدة "نطوع"   عقولهم  كلها خنوع و عيونهم كلها خضوع  .. أما   أنا   ... فأعيش في  داري لا أستطيع أخد قراري و لكل رغبة من رغباتي و طموح من طموحاتي نطعٌ على  مائدة المشاورات موجود ليفتتها و يكسرها  و يعكر صفو بريقها و حيويتها ........

زحل  أنت عدوي لكنك للأسف مني .. فلن أستطع قتلك و لا ضربك و لا سحلك .برغم انك عدوي فإنك  لم تزدني  إلا جهلاًعلى جهل  و فُجراً على فُجر  و هوان على هوان  .




 ما العمل إذا أيها العبقري الفاشل ؟!!
   نعم أنت عبقري ...... فقد نفذت مهمتك  بنجاح عبقري لا مثيل له 
  استطعت أن تجعل المبصر ضرير و المثقف بهيم و   العالم جاهل و الجاهل  أذكى  من فيهم ! 
 حقاً أنت مبدع , حقاً إنك عبقري  

 من الواضح  أن الحل الوحيد الذي سيخلصني منك هو القضاء على "النطوع"  و لكن 
كيف 
و متى
 أين      ؟! 

 لا أعرف  ............ 
  
    فالمشكلة معروفة و الحل واحد  و لا خلاف عليه 
إذاً يتبقى الطريقة التى سأحل بها هذه القضية .... ما العمل ؟؟ مممممم لا خيار أمامي سوى   أن أفكر ............................... فكر فكر فكر فكر ........... 
وجدتها ...........
 هااااااااا لحظة ااااااا  يا للهول  أنني أفكر       كيف هذا ؟؟  و قد  دمر زحل جميع خلايا مخي و قضا حتى على نور بصري   وبصيرتي   من الواضح أنه أوهمني بذلك .............اللعين.....

   حسناً مادام عقلي قادراً على التفكير  ... فسأتخلص  من هؤلاء النطوع قريباً


 س أت خ ل ص !؟ ماذا هل سأكون وحدي ؟  أين أقراني و  أصحابي ؟؟  حتما أنهم يعانون  مثل معاناتي و ينتظرون    من يبدأ بالمهمة ليمشوا  خلفه , فقد تعلموا دائماً أن سيروا  خلف( أحد) 
       حسنا .. سأقترح فكرتي عليهم ألا وهى  أولا: ان نقص لزحل أظافره ثم     نكسر   ضلعأً من كرسي كل نطع    فلن يقع من على الكرسي الا كل نطع  جبان و لن يتحمل الجلوس على الكرسي ذي الثلاث أضلع سوى الانسان الكريم علي القدر و المقام و هذا ما نريده..    سأقول  لأقراني عن هذه الفكرة و ليجرب كل منهم عقله ليفكر  .....بعدها  سنختار  من بيننا الأكبر سناً ليرتبوا الأوراق و ينفذوا حلولنا المقترحة للقضاء على زحل - ذي الأظافر المقصوصة-  .    


  زحل أبشر يا عزيزي سأقضي عليك  أنا بنفسي ......


مع تحيات 
الأنسة أم لسانين 

Wednesday, January 4, 2012

الان فقط اعود ....

اليوم :الاربعاء 4\1|2012
الساعة: 3:00 عصرا
 ....................... استيقظت   اليوم و كعادتي  الكسل يدب في جسدي و عقلي مشلول تماما لا افكر في شئ و لا أريد ان افعل شئ يوم مثل أي يوم لا لون له و لا رائحة ...  أيامي كلها اصبحت تشبه بعضها ....  رسمي و ألوني  مبعثرة  في اركان غرفتي   أفكاري مشوشة   .  الظلام يخيم على  حياتي  لا لشئ  بعينه   . لكن يمكن القول انه  لم يعد لدي رغبة للاستمرار في الحياة .  فأنوار  الأمل فارقتني منذ فترة ليست بالبعيدة . فكل شئ  بريقه كاذب و أنواره  خادعة  .  و  شعرت فجأة ان  كل شئ أفعله لا قيمة له  و  ما هو الا سراب أحلام و سراب طموح حتى  ايقنت من داخلي انني سراب انسان .      بعد فترة  من الخنوع و التقوقع داخل ذاتي قررت ان اواجه نفسي بحقيقتي  ................ فكنت دائما ما اهرب من هذه المواجهة  لا لشئ اكثر من انه الخوف من الحقيقة أو ربما لايماني القوي بأن الحقيقة دائما مرة .....  اليوم و اليوم فقط قررت ان  اتدبر في ذاتي و اتغلغل الى اعماق نفسي و  أفتح الأبواب المغلقة في عقلي عل  ارد نفسي الى نفسي مرة أخرى .........


 ااهااا  !! مررت بأشياء كثيرة جدا   لم اتوقع حدوثها في فترة وجيزة من الزمن , أشياء  في محيطي الخاص و اشياء أخرى مرتبطة بالمجمتع و الوطن الذي اعيش فيه و يعيش في ......


 مرت ثلاثة  أشهر و انا اتنقل من موجة غاضبة الى موجة نار ملتهبة و اخدت الامواج تتلقفني من موجة لموجة و انا في سكون و  اندهاش و صدمة لا   " بصد و لا برد" .   وكنت كل مدى اشعر انني اخسر حياتي و انني  اسير في طريق لا أريد  ان اكمل فيه لا لشئ أكثر من انه ليس   أنا  لم أر في هذا الطريق روحي و نفسي   , و  اعترف  ان الفضول اعتراني كي  اغامر و ادخل هذا الطريق لا لشئ اكثر من انه فضول المغامرة و فضول التعرف على حقيقة الاشياء من قرب . حقيقة لم  اتعلم حقيقة أشياء فقط بل تعلمت و عرفت حقيقة شخصيات و لن أقول شخصيات فقط سأقول  تعرفت على حقيقة  وجوه و تماثيل  ... وبعد انسدال الستار و بعد  انتهاء  هذا العرض الهزلي الذي تهورت  حين دخلته و  بنفس التهور خرجت منه ..نعم.. لقد تعلمت  كثيرا  منه  وأول ما تعلمت هو  أن  حقك   ضائع ان لم تطلبه ولا مستقبل لك ان لم تحارب من أجله  و انك انت فقط انت فقط هو المسؤول عن كل شخص في محيط دائرتك فيجب ان تحسن الاختيار فيمن حولك لانهم اما ان يأخذوا بيدك للأمام أو  يأخذوك الى بحور الهاوية  ...  لا لعيب فيهم  و لافيك  فقط ان  وجودهم ليس كعدمه فوجودهم في حياتك سيؤخرك و يعطلك في رحلة صعودك الى المستقبل  لذلك  فلا داع ابدا لوجودهم في حياتك .


بعدها  دخلت الى مرحلة جديدة الا و هى مرحلة النقاهة   :  لا أريد ان أكلم أحد و لا اعرف أحدا لم اعد اثق بأحد .. بل وصلت لمرحلة اني لا استطيع ان اكن اي مشاعر حب  لا احد حتى نفسي ..  وفي الحقيقة ان في هذه المرحلة  لم تكن نقاهة بالمعنى الحرفي بل كانت    سلسلة التعرف المستمرعلى حقيقة الأشياء... فقد خرجت من حدود محيطي الشخصي الى محيط مجتمعي  لأجد تغيرات  شديدة عارمة و تضارب في كل شئ . فكل شئ و عسكه موجود لا أعلم  اين الحقيقة من الظالم و من المظلوم .   فقبل  الثلاثة اشهر المذكورة انفا كنت ارى ان الاعتصامات في التحرير ليس لها داع بل و من قبلها كنت  ارى انه على الشعب ان  ينتظر  الستة أشهر   التى نوه عنها  " الرئيس السابق"    لا  و أكثر من ذلك  فقد كنت أرى ان كل شهداء التحرير  سيحاسبون عن   كل الغوغاء التى احدثوها في  هذه البلد   تارة و تارة اخرى كنت اشعر انهم على حق و لكن !!!   ثم ايقنت ان مبارك لا يستحق سوى القتل شنقا او سحلا  و لكن !!!!


 دائما كنت اردد هذه الكلمة  (هذا حق و لكن  و  يجب على هذا .................).........." ولكن". .......


 حتى جاء يوم أراد الله فيه ان يكشف لي حقيقة الأمور    واحدة تلو الاخرى .... كنت ذاهبة الى الكلية   كجزء من الروتين الملل الذي اعتدت عليه  لاحضر المحاضرات التى لا تضيف الى شئ اكثر من الملل و الانزعاج  و اذا بي أراني امام زميلة لي -الطالبة المثالية-  و دار حوار بيننا مطول عن الثورة و تداعياتها و اهدافها و سر اصرار شباب التحرير على ما هم عليه ........ في حقيقىةالامر انني تأثرت كثيرا بل  تأثرت نفسيا و عصبيا اكثر فكان  كلامها يخرج من بين شفتيها بحرقة  حتى انني   كنت اشعر بلهيب احتراق اعصابها في   زفيرها ....  و انتهت محادثتنا  الى ان  كل منا ذهب الى محاضرته و التقينا بعدها بيوم او اثنين او ربما باسبوع و تطرقنا الى الموضوع نفسه  و  في خلال هذه الفترة اخذت اقرأ كثيرا  و اقرأ  الاراء المتعارضة و اسمع الافكار المتضاربة  و صرت ادقق في كل حدث يحدث على غرار الثورة و الوقفات   الاحتجاجية و الشهداء و القتلى و رودود فعل  كل  الاطراف  الى انني اهتديت الى الحقيقة الا و هو لا يصح الا الصحيح فصرت اقف عند كل حدث   و اقول ما هو الصواب لحل هذا  الخلاف  بالطريقة المنطقية البعيدة عن  التطرف و الانحياز لاي من الاطراف  و ظللت هكذا حتى  اطمن قلبي الى الصواب .  و مازلت اسير على هذا النهج فهو الطريق الوحيد للحقييقة  .   و اخدت الامور تنجلي شيئا فشئيا 


 و لكن مازلت  فارغة من داخلي   ليس لدي ما اقوله و لا افعله بل لا اريد ان افعل شئ او اقدم على شئ ... ليس لدي الرغبة في التطوير و الابداع و لا حتى لانجاز ما علي من مذاكرة و  الامتحان قاب قوسين مني او ادنى  و مع ذلك لا اهتم ... ترى ما سر هذه البلادة المخيمة علي .............؟؟!!...............  الى ان شاهدت بالامس  دكتورة- نفسية- تتحدث عن  مثل حالتي و تقول " غالبا ان الانسان حين يتعرض لأزمات شديدة لم يكن يتوقعها  يصاب بركود شديد و كسل شديد بعد الخروج منها" و اعتقد ان هذا ما حدث لي بالفعل و بما ان الانسان هو طبيب نفسه و بما  انني رافضة لهذا الوضع  " القعود" قررت ان    انفض غبار الكسل و ابدأ من جديد صفحة بيضاء     تشرق فيها انواري و تحلق فيها احلامي  بفكر جديد و  روح جديدة تجعلني اشعر بالحياة ... فمادمت   على قيد الحياة اتنفس و اتحرك لا يجب ان اعيش كسراب انسان .....لانني انسان بالفعل  ..........


 لذلك رتبت احوالي و   جددت همتي  و  قررت ان ابدأ اول  البدء بالكتابة في مدونتي ففعل الكتابة في حد ذاته يشعرني  بالحياة ..... انا اكتب اذن انا موجود . مع كل حرف اكتبه اشعر ان روح الحماسة و الفرحة و الامتنان تدب في داخلي  ....... لهذا انا ممتنة لهذه الحياة بكل ما فيها من ازمات و مشاكل و احداث  مريعة ,طريفة  كانت او موجعة   فهى   تمر و تفوت  و تبقى هى الحياة !!







دايره ....الحلم حقيقة

من ساعة ما دخلت سوق العمل و دايما كنت بسمع مقولة: مستحيل تعرف تجمع بين إضافة قيمة حقيقة للناس و تبيع منتج أو خدمة كويسة ويجيلك أرباح وتكسب ف...