Thursday, January 21, 2016

سانت كاثرين..... رحلة إلى الخلود

رحلة استكشافية اتفقنا فيها أنا و رفيقتي أن تكون مختلفة  ليس هدفها المتعة فقط بل أيضا إعادة اكتشاف لذوتنا. تصورنا  أن هذه الرحلة البسيطة العادية جدا في ظاهرها هى رمز لرحلتنا الحقيقية في الحياة . وإن استطعنا ان نبلغ قمة الجبل فقطعا نسطيع تحقيق ما يماثله في طريق حياتنا و ابتدأ الطريق:



5 -6 فبراير 2015.
 شئ ما  تلألأ  في محيطات أعماقنا و أعلن عصيانه أن يظل مخبئاً في جحور قلوبنا مرة أخرى .توصلنا للعديد من الأفكار و الرسائل الجوهرية .


 فقد عشت فترة طويلة جدا من حياتي مصابة بفوبيا المرتفعات ، أنا الان أمام الجبل الساعة 12 بعد منتصف الليل .ألتحف السترات الشتوية فالجو بارد جدا ، حالتي متوترة جدا و خائفة من التجربة فأنا  لا أتحمل ان أقف على مستوى عالي نسبياُ عن سطح الأرض و ان كان  على كوم من تراب ،فما بالك بصعود جبل !!.. اوصالي ترتعد و جسدي كله ينفض  انفاسي غير منتظمة تماما ، لكن  سبحان الله حنجرتي الشئ الوحيد الذي كان يعمل بقوة 5000 وات في الدقيقة   صراخ مستمر تقطعه بعض عمليات التهدئة من الرفيقة  لكن دون جدوى  . اختلال تام في النظام العصبي داخل جسدي   و لــــــــــــــــــــــكن!


وضعت يدها في يدي و قالت الان نبدأ طريقنا سوياً ، و مشينا سويا جنبا الى جنب كتف بكتف سقط عدة مرات  وفي كل مرة انهض لأبدأ من جديد . أدركت شئ لم أكن ألحظه هو انني حين افكر في السقوط كنت دائما اسقط و حين اتصور انني على مرتفع عالي اعصاب رجلي لا تحمليني فأتهاوى متدحرجة كالكرة المتبعجرة بأحلامي  على الصخور.


 كان الجبل يفيض علينا من حكمه و روعته ما افاضه علينا مخلوق من قبل فبعد فترة من الانزلاق و الخرشمة لم يجد الخوف مكانا له في قلبي .وكلما ارتفعنا  درجة اشرق النور من أرواحنا ليتشارك مع القمر في اضاءة ظلمة الطريق. و لأول مرة  في حياتها لم تفزع صديقتي من الظلام فهى أيضا مصابة بفوبيا الظلام تكره الطرق المظلمة تكره السواد. في هذه اللحظة أدرك كلانا قيمة الصديق في الرحلة ففي طريق الانسان نحو الصعود دائما يحتاج الى رفيق..... فمقولة الرابح يبقى وحيدا مجرد كذبة ! ..

 و اخدنا نتقاذف انا و هى بالملحوظات و التعليقات و الاكتشافات الانسانية طوال الرحلة  فحين كانت تسقط احدانا تضحك الاخرى
 معلقة : امشي و ما تبصش وراك عشان ما تقعش.
 فترد عليها الاولى : امشي لوحدك عمرك ما هتحس بمتعة الانجاز مهما وصلت

و في طريقنا  مر بنا الكثير من الأفواج و سبقنا العديد من اصحابنا فنقول في نفس اللحظة 
لو أصحابك سابقوا كتير امشي و اوعى تقف مصيرك هتلحقهم
و حين يخلوا الطريق من الناس  يتجلى هذا المعنى : لو لقيت نفسك لوحدك في الطريق  فالطريق ذاته هيهديلك  صحبة جديدة

لو توهت نادي بصوت عالي هتلاقي الدليل
لو غلطت اعترف بالغلط و عدل مسارك فورا

لو انت متحمس و صاحبك كسول استخدم كسله خليه زي الفرامل يخفف السرعة عشان ما تخبطش في الحيط أو تتقلب

متعة الرحلة في الرحلة بس الأهم تبقى عارف انت طلعتها ليه
 ادركنا انك لست بحاجة للوصول لقمة الجبل إلا اذا اردت ان تختبر شئ ما بداخلك

ولو طالع القمة عشان  القاع مزدحم ، فالقمة ازدحمت اكثر
 ان تدرك قيمة وجودك في مكانك  ده قمة التفرد

و مع شروق الشمس   الذى صاحبه ألف ألف شروق داخل ذواتنا وصلنا لقمة الجبل. و  نزعنا قيود ابتدعنها  بأيدينا .فقد علمنا الجبل أن كل شئ في إطارنا له بصمة في أعماقنا فهذا الجبل الذي تسلقناه يوجد مثله  في داخلنا ..ادركنا أن الطيور فيها شئ منا و فينا شئ منها ادركنا أننا الاسد الجسور و النحل النشيط و الغزال الرائق و القرد الضاحك و النار المحترقة و الذئب المنتقم والعالم العبقري و الجاهل الجهول .. اقتحمنا معسكرات جديدة داخل انفسنا  بعضها رائع و بعضها مخيف و بعضها غريب أيضا ...


و حين حاولنا معرفة ذوتنا اكتشفنا اننا مرآة لذات أعلى و اقوى و اشمل . فقد تجلى المهندس الأعظم لكل موجود في قلوبنا  الذي اوجدنا في هذا المدار لنسير إليه لا نخرج عنه بل له نبتغي إليه سبل شتى .. فذلك الشعور الذي  يربطنا بالمخلوقات حولنا و شعورنا الدائم  ان  من كل الأشياء يوجد  شئ  منها فينا.. دلنا على الله و هو الكنز الأعظم في حياة كل الموجودات ... أن يتجلى خالق الخلق في القلب و كأنك تراه  فيتلاشى جسدك كله في لحظة و تتفانى ذراته و يذوب في عالم من العشق و السكينة فتخرج من عالم الفوضى و الزيف الى عالمك الحقيقي هناك في جنبه و كنفه و رعايته ... و يقودك ذلك الشعور لأن تصلي ركعتين  في قلب الجبل و تشعر و كأنه يؤمن دعاءك أو انه يصلي خلفك شعور عجيب تعجز الكلمات عن وصفه .


 ولم تخل الرحلة من الضحكات و المواقف الطريفة جدا  التى مازالت حية في ذاكرتي و اضحك كثيرا كلما تذكرت شئ منها و خاصة حبات الشوكولاتة بالبندق و الحليب الساقع الذي نرتشفه كصغار العصافيراعتقادا منا أن هذا الكولكشن هما البنزين الذي يمدنا بالطاقة ,و بعد ان تقطعت أنفاسنا  أمدنا الطريق بالدليل البدوي الجميل محمد الذي صرخ فينا و قال هذا اسوأ شئ ممكن تسووا  هلأ  يا جماعة لانه بيصعب عليكم النفس شو هااااااااد ......و طبعا لا انسى أبدا النظرات البلهاء و الضحك المفرط و صديقي الجمل الذي يستخدم هناك كأنه توكتوك و اعتقد ان هذا الجمل اصيب بالطرش بعد أن دمر صريخي طبلة اذنه  و الحمدلله أنه لم يقلبني من على ظهره ......

و بعد عام قد مضى على هذه الرحلة  أستطيع أن أجزم  بأن المشقات الجسدية هى أسهل انواع المشقات في هذه الحياة...و أن لا أحد يصل لمبتغاه إلا على سلسال من الدموع و الأوجاع و الخيبات و الانكسارات المتكررة  ... 

..الرحلة ليست سهلة و لكنها ممتعة ..
                    و المتعة مكلفة جدا!!!                   






Thursday, January 14, 2016

الحرامية كتير




الحرامية أنواع كتير حرامية  فلوس وشغل و في حرامية وقت ومجهود و في حرامية مشاعر و طاقة و في حرامية عمر بحاله . الحرامية دول أحيانا كتير مش بيكونوا قاصدين يسرقونا لكن احنا اللي بنعطيهم فرصة لسرقتنا.

لما بنختار انهم يفضلوا في حياتنا لمجرد اننا بنحبهم بزيادة أو مصلحتنا في وجودهم معانا أو لأنهم عشرة سنين أو لأنه أبو الأولاد أو لانها أم العيال أو اننا ما تخيلناش حياتنا من غيرهم هتكون ازاي .

 مع العلم ان الحرامية دول ممكن يكون لهم حياتهم الخاصة و اللي احتمال كبير حضرتك ما تكونش من ضمن  الأولويات المهمة في حياة البني ادميين دول  و لكنك مصدر من  مصادر اللي بتخلي الناس دي تفضل عايشة و مكملة حياتهم. وده طبعا ما بيحصلش إلا لما حضرتك بتبقى مِسلم نفسك  لهم تسليم أهالي  و ده يرجع ان غالبا مكانتهم عندك كبيرة .فوقت ما يطلبك يلاقيك ووقت ما يحزن ايديك أول ايد تتمدله ووقت ما يحتاج فلوس بيحط ايده في جبيك عشان عارف انك هتنقذه حتى لو عارف ان انت فعلا مش معاك و  انك أصلا محتاج.

الزوج اللي مش طايق مراته بيفضل معاها بالسنين عشان خاطر الأولاد  و الزوجة اللي بتتحمل غباءات و خيانات زوجها على البرستيج قدام الناس و الشكل الاجتماعي و طبعا عشان خاطر الأولاد بتسكت و تكمل الحياة .. و دول أنا بعتبرهم أكبر حرامية في الدنيا كلها لانهم مش بس بيسرقوا أعمار بعض لا و كمان راحة بال اولادهم . يعني مش معنى انك اختارت غلط في البداية انك تفضل مكمل لانك بكده بتكون بتسرق أعمار عيالك و بتسرق الفرحة من عينهم و بتربي عقد و كلاكيع بتطلع في خلق بني ادمين تانين . مع ان لو كنت انفصلت بالحسنى كنت اشتريت عمرك و سعادة اولادك لكن احنا بنخاف من التغيير.

 في يوم  من الأيام هتصحى من النوم و انت كاره كل الدنيا و انت عندك ستين سنة و حاسس انك ما عشتش حياتك و شبابك ضاع على اللا شئ ، في نفس الوقت اللي زوجتك هتكون شايفة انك كمان حرمتها من كل المشاعر اللي كان نفسها تعيشها معاك . و هتلاقوا فجأة أولادكم مش حواليكم و كل واحد شاف حياته ومش مهتمين بيكم أصلا . عارفين ليه؟!

لانكم ببساطة لم تبروا أنفسكم كي يبروكم. ازاي هيخاوفوا عليكم و انتم اصلا استخسرتوا  كده في نفسكم و اتهربتوا من الاهتمام بنفسكم لقلقكم و خوفكم الزايد على عيالكم . بطلوا سرقة بقى

ده غير مديرك في الشغل اللي عاوزك تعمل اي حاجة و كل حاجة و لما تجي مصيبة يلبسهالك .. و حبيبك المتخلف  اللي ما بيعرفش يحب اصلا و اللي حضرتك فاتح له طاقات قلبك ودماغك يشحن منها طول الوقت و انت عمال تنتهي ببطئ . أقاربك و أصحابك الحلوين اللي يبستهلكوا روحك في حل مشاكلهم  ده غير أصحابك اللوامين اللي كل ما يشفوك يقولوا لك انت السبب في كل مصيبة حصلتلهم في حياتهم و يشيلوك الهم و يحسسوك دايما بالتقصير و انت مش عارف ليه .

و طبعا أولادك المقرفين اللي انت سايب نفسك  و جيبك لهم من غير ما يحسوا بتعبك و لا يقدروا مجهودك عشان راحتهم .

كل الناس  دي كان ممكن مايكونوش حرامية لو احنا بس عرفنا ازاي نقَدر نفسنا من غير مبالغة و لا تصنع.. لما نعرف امتى نعطي و امتى ناخد و امتى نمنع و نقرب ,, وامتى نخرج الناس دي من حياتنا للابد.. الاختيار دايما لنا بس احنا اللي بنخاف نختار لكن لو جربنا حياتنا من غير حرامية الحياة دول.... و بعض الشجن اللي هيكون جوانا بسبب خسارة الحرامية دول هيبقى مصدر كبير جدا لنجاحنا و تفوقنا و ابداعتنا في نواحي الحياة ...قليل من الشجن يضفي على حياتنا و عيوننا رونق و جاذبية جميلة.


دايره ....الحلم حقيقة

من ساعة ما دخلت سوق العمل و دايما كنت بسمع مقولة: مستحيل تعرف تجمع بين إضافة قيمة حقيقة للناس و تبيع منتج أو خدمة كويسة ويجيلك أرباح وتكسب ف...