Sunday, August 28, 2011

هو ده معقول ؟...........



إسرائيلية و لكن ….

هى فتاة تبلغ من العمرثلاثة و عشرين عاما ، وهبها الله رجاحة العقل ولدت في اسرائيل ،ويعتبر والديها من أوائل مؤسسي دولة إسرائيل، كبرت و ترعرت فيها ،كان عقلها رافضا دائما كل الأفكار المسمومة والحقائق المغلوطة التي كان يحاول معلموها أن يدسوها لها عن العرب ،فقد كانوا  يحاولون أن يرموا بذور كراهية العرب في قلبها ، عاشت هذه الفتاة غارقة في عالم من الحيرة    والتساؤلات الخفية التى لا تجول إلا في خاطرها و لم تصارح بها أحدا من قبل، دائما كانت تسأل نفسها "لماذا عليّ أن أكره العرب لمجرد أنهم عرب ، أوليسوا بشرا مثلنا ، أولم يخلقهم الله ، فليس هناك انسانا شريرا بالمطلق أو خيّرا بالمطلق،كيف لي أن أكره أناسا يحملون الكتب السماوية ،أوليس ربي وربهم واحدا " و هكذا قضت هذه الفتاة حياتها في إسرائيل حتى أنهت دراستها الثانوية،بعدها قررت أن تكمل دراستها الجامعية في بريطانية بجامعة اوكسفورد ،فهى تشعر دائما أنها تريد أن تخرج من هذه البوتقة من الأفكار المسمومة التى لا ترضي طموحها و لا يقتنع بها عقلها

و كان إلتحاقها بهذه الجامعة، يعتبر أول بوابة خروج لها للعالم الخارجي ما دون إسرائيل .
ذهبت البنت الى الجامعة وما تكاد تتعرف على أحد الإ و ينفر منها  بمجرد أن يعرف أنها إسرائيلية فبالمصادفة معظم دفعتها من العرب الذين يعيشون في بريطانيا أو البريطانين الذين يكرهون إسرائيل،
فبدأت تندهش و تشعر بالوحدة  وتتذكر ما كان يقوله معلموها عن العرب و السؤال الوحيد الذى كان يجول في بالها "هل كانوا على حق أم هناك حلقة مفقودة لم أتوصل إليها بعد؟؟"
 و مرت عليها الأيام و الشهور و الليالي و لا شئ يتغير، زاد شعورها بالوحدة حتى وصلت إلى حالة من الإنهيار وذهبت تسأل إحدى الطالبات العربيات بصوت يملأه الحيرة و الحزن و الغضب لماذا لماذا تعاملونني هكذا ؟ هل بدر مني ما يزعج احدكم؟ لماذا الجميع هنا يتحاشاني ؟؟
فردت الطالبة العربية بصوت قوي إذهبي و إقرئي عن تاريخ الدولة التى تحملين جنسيتها إقرئي عن إجرامها و بشاعاتها ولماذا لا نتحاشاك و أنت من أًصل خبيث؟


جففت البنت الإسرائيلة دموعها و قالت لها في تحدي سأقرأ ما تقرأون عن إسرائيل لأعلم لماذا تكرهونني كل هذا الكره و أنتم لا تعرفونني جيدا. و بالفعل بدأت في قراءة التاريخ وتوغلت في أعماق الحقائق و بدأ عقلها يتفتح أكثر و أكثر و بدأ يزول الإندهاش  و فهمت سر المعاملة الجافية التى يعاملها الجميع بها ..
فقررت أن تكتب مقالا تعبر فيه عن نفسها و عن مشاعرها المكننونة
 وكان هذا عنوان المقال"ليس ذنبي"
جاء في مقالها "أنا إسرائيلية يهودية ولدت في إسرائيل ، و لست فخورة بأن أكون إسرائيلية،لم أختر هذه الدولة لأكون منها ،إنما تفتحت عيناي ووجدت نفسي فيها  ،هذا ليس ذنبي ،بل إنه قدري
في الشهور القليلة الماضية بدأت أقرأ عن تاريخ إسرائيل بمنظور آخر بصورة حيادية ،عرفت  كيف سارت الأمور و رأيتها بطريقة مختلفة لم أكن أراها من قبل ، نعم إن دولة إسرائيل مذنبة و قد أجرمت في حق العرب و الفلسطينين ، تيقنت اليوم أن معلميّ ووالديّ كانوا مخطئين
و علمت سر حيرتي طيلة أيام عمري 
ولكن!! ما ذنبي انا ؟ لماذا تحاكمونني على ذنب ليس لي يد فيه ،على جرائم لم أقترفها ………… فأنا إنسانة مثلي مثلكم  أفرح وأحزن ، آكل و أشرب، أبكي و أضحك، و أشعر بالوحدة أنا مثلكم إذا رأيت مشهد دموي أتألم،كتابي التوراة ،كتاب سماوي أنزله الله على موسى كما أنزل الإنجيل على عيسى والقرآن على محمد…… وأعتقد أن الإيمان بهذه الرسالات السماوية هو العامل المشترك بيننا وإن لم يكن كذلك فنحن نجتمع في إنسانيتنا فكلنا إنسان ……."

وقد نشرت الفتاة هذا المقال بين صفوف الطلاب و أعضاء هيئة التدريس و قد ذهبت لتنشره في أحد الصحف البريطانية  .و اندهش الجميع من جرأة هذه الشابة .. و بدا الجميع في حالة ذهول

وأخذت العديد من الأفكار و الأسئلة تقرع الطبول في عقلي وأخذت أفكر  ‘ترى هل أتعاطف معها أم لا أثق في كلامها؟ فربما يكون هدفها الخديعة و كسب تعاطف  الجميع كعادة دولتها  ‘ترى هل درست التاريخ فعلا وفهمت طبيعتنا العاطفية كعرب و بدأت تلعب على هذا الوتر؟ أم هدفها نبيل يجب أن أحترمه فهى إنسانة رغم كل شئ ؟!!!

‘ترى هل العيب مني؟! أنني كعربية لم أعد أثق في كل ما يكون له صلة من قريب أو من بعيد بإسرئيل!؟ هل إجرام إسرائيل في حق العرب و الفلسطينيين و الدم النازف على الاراضي المقدسة   بني جدار نفسي هائل أعظم من خط برليف بيننا و بين الشعب اليهودي الإسرائيلي،  جعلني أكره اهلها و بناتها و شبابها و أطفالها و رجال دينها فقط لمجرد أن حكومتهم هدفها هو القضاء على العرب و انتهاك آدميتهم؟
أريد التوصل إلى حقيقة ملموسة تمكني من الحكم على كلام هذه الفتاة الإسرائيلية  ..إن حلقات حيرتي مازالت مستمرة  فهل يمكن أن أقبل مصافحة إسرائيلية ليس لكونها إسرائيلية إنما لكونها إنسانة  رافضة للوضع الحالي في بلدها؟..و الزمن وحده هو الكفيل بالحكم على مدى صدق أو كذب هذه الفتاة
…………….

4 comments:

  1. ممكن جدا طبعا واكيد فى اسرائيلين ضد سياسات بلدهم او على الاقل مش متشبعين بيها فكرة التعميم دى فكرة فاشلة وملهاش اساس من الصحه فى وجهة نظرى

    انتى عارفه القصه دى مميزه لينا احناالاتنين وبسببها مرينا بيوم مميز :)

    ReplyDelete
  2. بس احيانا بيتوطن في داخلنا مبادئ و حاجات ثابتة من الممكن ان لا يكون لها اساس من الصحة بس تظل موجودة و تحكمنا نوعا ما .............. و طبعا المقالة دي لها مكانة خاصة عندي جدا لانها كانت أول تجربة لنا ان احنا نشترك بأول عمل لنا في مسابقة الكلية و كانت التجربة المميزة و الاحلى ان احنا الاتنين نفوز بمرتبة على مستوى الكلية :) فعلا كان يوم مختلف لا ينسى و ان شاء الله الافضل لسة جاي

    ReplyDelete
  3. لسه واخد بالي منها دلوقتي ... رائعة و تعيشك الجو الواقعي :)

    ReplyDelete
  4. مرسي يا عادل مبسوطة انها نالت اعجبك :)

    ReplyDelete

دايره ....الحلم حقيقة

من ساعة ما دخلت سوق العمل و دايما كنت بسمع مقولة: مستحيل تعرف تجمع بين إضافة قيمة حقيقة للناس و تبيع منتج أو خدمة كويسة ويجيلك أرباح وتكسب ف...