Wednesday, January 4, 2012

الان فقط اعود ....

اليوم :الاربعاء 4\1|2012
الساعة: 3:00 عصرا
 ....................... استيقظت   اليوم و كعادتي  الكسل يدب في جسدي و عقلي مشلول تماما لا افكر في شئ و لا أريد ان افعل شئ يوم مثل أي يوم لا لون له و لا رائحة ...  أيامي كلها اصبحت تشبه بعضها ....  رسمي و ألوني  مبعثرة  في اركان غرفتي   أفكاري مشوشة   .  الظلام يخيم على  حياتي  لا لشئ  بعينه   . لكن يمكن القول انه  لم يعد لدي رغبة للاستمرار في الحياة .  فأنوار  الأمل فارقتني منذ فترة ليست بالبعيدة . فكل شئ  بريقه كاذب و أنواره  خادعة  .  و  شعرت فجأة ان  كل شئ أفعله لا قيمة له  و  ما هو الا سراب أحلام و سراب طموح حتى  ايقنت من داخلي انني سراب انسان .      بعد فترة  من الخنوع و التقوقع داخل ذاتي قررت ان اواجه نفسي بحقيقتي  ................ فكنت دائما ما اهرب من هذه المواجهة  لا لشئ اكثر من انه الخوف من الحقيقة أو ربما لايماني القوي بأن الحقيقة دائما مرة .....  اليوم و اليوم فقط قررت ان  اتدبر في ذاتي و اتغلغل الى اعماق نفسي و  أفتح الأبواب المغلقة في عقلي عل  ارد نفسي الى نفسي مرة أخرى .........


 ااهااا  !! مررت بأشياء كثيرة جدا   لم اتوقع حدوثها في فترة وجيزة من الزمن , أشياء  في محيطي الخاص و اشياء أخرى مرتبطة بالمجمتع و الوطن الذي اعيش فيه و يعيش في ......


 مرت ثلاثة  أشهر و انا اتنقل من موجة غاضبة الى موجة نار ملتهبة و اخدت الامواج تتلقفني من موجة لموجة و انا في سكون و  اندهاش و صدمة لا   " بصد و لا برد" .   وكنت كل مدى اشعر انني اخسر حياتي و انني  اسير في طريق لا أريد  ان اكمل فيه لا لشئ أكثر من انه ليس   أنا  لم أر في هذا الطريق روحي و نفسي   , و  اعترف  ان الفضول اعتراني كي  اغامر و ادخل هذا الطريق لا لشئ اكثر من انه فضول المغامرة و فضول التعرف على حقيقة الاشياء من قرب . حقيقة لم  اتعلم حقيقة أشياء فقط بل تعلمت و عرفت حقيقة شخصيات و لن أقول شخصيات فقط سأقول  تعرفت على حقيقة  وجوه و تماثيل  ... وبعد انسدال الستار و بعد  انتهاء  هذا العرض الهزلي الذي تهورت  حين دخلته و  بنفس التهور خرجت منه ..نعم.. لقد تعلمت  كثيرا  منه  وأول ما تعلمت هو  أن  حقك   ضائع ان لم تطلبه ولا مستقبل لك ان لم تحارب من أجله  و انك انت فقط انت فقط هو المسؤول عن كل شخص في محيط دائرتك فيجب ان تحسن الاختيار فيمن حولك لانهم اما ان يأخذوا بيدك للأمام أو  يأخذوك الى بحور الهاوية  ...  لا لعيب فيهم  و لافيك  فقط ان  وجودهم ليس كعدمه فوجودهم في حياتك سيؤخرك و يعطلك في رحلة صعودك الى المستقبل  لذلك  فلا داع ابدا لوجودهم في حياتك .


بعدها  دخلت الى مرحلة جديدة الا و هى مرحلة النقاهة   :  لا أريد ان أكلم أحد و لا اعرف أحدا لم اعد اثق بأحد .. بل وصلت لمرحلة اني لا استطيع ان اكن اي مشاعر حب  لا احد حتى نفسي ..  وفي الحقيقة ان في هذه المرحلة  لم تكن نقاهة بالمعنى الحرفي بل كانت    سلسلة التعرف المستمرعلى حقيقة الأشياء... فقد خرجت من حدود محيطي الشخصي الى محيط مجتمعي  لأجد تغيرات  شديدة عارمة و تضارب في كل شئ . فكل شئ و عسكه موجود لا أعلم  اين الحقيقة من الظالم و من المظلوم .   فقبل  الثلاثة اشهر المذكورة انفا كنت ارى ان الاعتصامات في التحرير ليس لها داع بل و من قبلها كنت  ارى انه على الشعب ان  ينتظر  الستة أشهر   التى نوه عنها  " الرئيس السابق"    لا  و أكثر من ذلك  فقد كنت أرى ان كل شهداء التحرير  سيحاسبون عن   كل الغوغاء التى احدثوها في  هذه البلد   تارة و تارة اخرى كنت اشعر انهم على حق و لكن !!!   ثم ايقنت ان مبارك لا يستحق سوى القتل شنقا او سحلا  و لكن !!!!


 دائما كنت اردد هذه الكلمة  (هذا حق و لكن  و  يجب على هذا .................).........." ولكن". .......


 حتى جاء يوم أراد الله فيه ان يكشف لي حقيقة الأمور    واحدة تلو الاخرى .... كنت ذاهبة الى الكلية   كجزء من الروتين الملل الذي اعتدت عليه  لاحضر المحاضرات التى لا تضيف الى شئ اكثر من الملل و الانزعاج  و اذا بي أراني امام زميلة لي -الطالبة المثالية-  و دار حوار بيننا مطول عن الثورة و تداعياتها و اهدافها و سر اصرار شباب التحرير على ما هم عليه ........ في حقيقىةالامر انني تأثرت كثيرا بل  تأثرت نفسيا و عصبيا اكثر فكان  كلامها يخرج من بين شفتيها بحرقة  حتى انني   كنت اشعر بلهيب احتراق اعصابها في   زفيرها ....  و انتهت محادثتنا  الى ان  كل منا ذهب الى محاضرته و التقينا بعدها بيوم او اثنين او ربما باسبوع و تطرقنا الى الموضوع نفسه  و  في خلال هذه الفترة اخذت اقرأ كثيرا  و اقرأ  الاراء المتعارضة و اسمع الافكار المتضاربة  و صرت ادقق في كل حدث يحدث على غرار الثورة و الوقفات   الاحتجاجية و الشهداء و القتلى و رودود فعل  كل  الاطراف  الى انني اهتديت الى الحقيقة الا و هو لا يصح الا الصحيح فصرت اقف عند كل حدث   و اقول ما هو الصواب لحل هذا  الخلاف  بالطريقة المنطقية البعيدة عن  التطرف و الانحياز لاي من الاطراف  و ظللت هكذا حتى  اطمن قلبي الى الصواب .  و مازلت اسير على هذا النهج فهو الطريق الوحيد للحقييقة  .   و اخدت الامور تنجلي شيئا فشئيا 


 و لكن مازلت  فارغة من داخلي   ليس لدي ما اقوله و لا افعله بل لا اريد ان افعل شئ او اقدم على شئ ... ليس لدي الرغبة في التطوير و الابداع و لا حتى لانجاز ما علي من مذاكرة و  الامتحان قاب قوسين مني او ادنى  و مع ذلك لا اهتم ... ترى ما سر هذه البلادة المخيمة علي .............؟؟!!...............  الى ان شاهدت بالامس  دكتورة- نفسية- تتحدث عن  مثل حالتي و تقول " غالبا ان الانسان حين يتعرض لأزمات شديدة لم يكن يتوقعها  يصاب بركود شديد و كسل شديد بعد الخروج منها" و اعتقد ان هذا ما حدث لي بالفعل و بما ان الانسان هو طبيب نفسه و بما  انني رافضة لهذا الوضع  " القعود" قررت ان    انفض غبار الكسل و ابدأ من جديد صفحة بيضاء     تشرق فيها انواري و تحلق فيها احلامي  بفكر جديد و  روح جديدة تجعلني اشعر بالحياة ... فمادمت   على قيد الحياة اتنفس و اتحرك لا يجب ان اعيش كسراب انسان .....لانني انسان بالفعل  ..........


 لذلك رتبت احوالي و   جددت همتي  و  قررت ان ابدأ اول  البدء بالكتابة في مدونتي ففعل الكتابة في حد ذاته يشعرني  بالحياة ..... انا اكتب اذن انا موجود . مع كل حرف اكتبه اشعر ان روح الحماسة و الفرحة و الامتنان تدب في داخلي  ....... لهذا انا ممتنة لهذه الحياة بكل ما فيها من ازمات و مشاكل و احداث  مريعة ,طريفة  كانت او موجعة   فهى   تمر و تفوت  و تبقى هى الحياة !!







2 comments:

  1. ماشى يا ممتنه :D
    ويلكم باك واحب اقولك زى ما بقول لنفسى " فووووووقى الحياه مبتستناش حد ولا هتستنى حد"
    لاف يووه

    ReplyDelete
  2. عندك حق يا تس و شكرا ليكي علىالشير بتاع امبارح قصرتي المسافة عالية و ساعدتيني في فهم حاجات ماكنتش فهماها في نفسي ..لف يووووووووووووووو يا تس

    ReplyDelete

دايره ....الحلم حقيقة

من ساعة ما دخلت سوق العمل و دايما كنت بسمع مقولة: مستحيل تعرف تجمع بين إضافة قيمة حقيقة للناس و تبيع منتج أو خدمة كويسة ويجيلك أرباح وتكسب ف...